الاستثمار المؤثر... دور المستثمرين في تغيير العالم
منذ الأزمة المالية التي شهدها العالم في 2008-2009م، تطور مصطلح "الاستثمار المؤثر" من مفهوم جدلي مثير إلى نظام نشط ومعقد للبيئة الاستثمارية. واليوم، يُقدر حجم السوق في مجال الاستثمار المؤثر على مستوى العالم بقيمة تزيد عن 500 مليار دولار – فيما تؤدي الصناعة دورا محوريا لتوجيه رأس المال العام والخاص إلى الشركات والمؤسسات والصناديق بهدف توليد تأثير اجتماعي وبيئي إلى جانب العوائد المالية.
وقد شهد أعضاء شبكة الاستثمار العالمي المؤثر (GIIN)، وهي مجموعة غير ربحية تعمل على النهوض بالصناعة، متوسط نمو سنوي في الأصول بلغ حوالي 17 في المائة خلال السنوات الأربع الماضية. وتجتذب الصناعة أيضا أعضاء جددا – ومنهم شركات استثمار عالمية مثل KKR و Blackstone و TPG – بينما بدأ أكثر من نصف المؤسسات في أبحاث GIIN أول استثمار مؤثر لها في العقد الماضي.
وبالرغم من الهبّة الأخيرة، فإن صناعة الاستثمار العالمي المؤثر لا تزال حديثة العهد نسبيا، وعلى المستوى العالمي، لا تزال صغيرة الحجم نسبيا. ومع تقدم الوقت وتوسع الصناعة، فإن هناك مصاعب متزايدة بحاجة إلى المعالجة أيضا. ومن هنا، فسوف يعمل منتدى ماسك السنوي للاستثمار لعام 2020 على استعراض النمو السريع للاستثمار المؤثر؛ ومناقشة الفرص والتحديات التي تنطوي عليها استراتيجيات الاستثمار المبني على التأثير؛ وبحث ما يعنيه الانتشار المتزايد لهذه الصناعة بالنسبة لصورة الاستثمار على المدى الطويل.
تشمل المواضيع المطروحة للمناقشة ما يلي:
- الطلب المتزايد
ما هي الاتجاهات الكبرى التي تدفع الارتفاع في الاستثمار المؤثر؟ كيف تتعامل الصناعة مع الطلب المتزايد من الأفراد (وخاصة جيل الألفية) والمستثمرين المؤسسيين الذين يريدون لرؤوس أموالهم أن تعطي أكثر من مجرد ارتفاع قيمتها؟
- استراتيجيات الاستثمار المحددة
هل يعمل المستثمرون المؤثرون على إعادة تركيز استراتيجياتهم الاستثمارية من الأسواق النامية إلى الأسواق المتقدمة؟ هل أفريقيا، على سبيل المثال، جذابة كوجهة للاستثمار كما كانت قبل عقد من الزمن؟ ما هي القطاعات والصناعات الواعدة بالنسبة للمستثمرين المؤثرين؟ هل تدفق الصفقات وتوزعها يمثلان تحديا لمديري صناديق الاستثمار المؤثر حيث أن حجم هذه الصناديق ينمو بشكل كبير؟
- خلق التأثير الدائم
هل يمكن لمديري الصناديق أن يخلقوا تأثيرا اجتماعيا وبيئيا حقيقيا، إضافة إلى تحقيق عوائد مالية قوية؟ كيف نحدد التأثير عندما نعمل في مناطق جغرافية وقطاعات مختلفة وذات مستويات مختلفة من المخاطر والعوائد؟ كيف يقيس مديرو الصناديق هذا التأثير ويبلغون عنه في ضوء المعايير العديدة المختلفة؟
تقدر الأمم المتحدة أن بلوغ أهداف التنمية المستدامة في البلدان النامية سيكلف حوالي 3.9 تريليون دولار أمريكي في السنة وأن الاستثمارات الخاصة والعامة لا توفر حاليا سوى 1.4 تريليون دولار أمريكي. وأمام سوق الاستثمار المؤثر العالمية طريقا طويلا نوعا ما قبل تحقيق النضج التام والاستجابة للتحديات الاجتماعية والبيئية العالمية الحالية. ولكن مع الاهتمام الأخير من قبل كبار المستثمرين ورجال الأعمال والحكومات، فقد تم وضع الكثير من الأسس لاستغلال إمكانات الصناعة وتفعيلها بشكل كامل.